المرحلة الثانية من الصفقة.. اختبار حاسم لمستقبل غزة وإسرائيل

منذ تصويته ضد الاتفاقية المتعلقة بالرهائن بالاجتماع الحكومي في 17 يناير 2025، يعيش وزير المالية الإسرائيلي، بتسلئيل سموتريش، على حافة الهاوية. مع استمرار ضغوطه على رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو لتحقيق ضمانات تضمن عدم تراجع إسرائيل عن أهداف الحرب الأساسية، كشف سموتريش عن تحولات حاسمة في السياسة العسكرية الإسرائيلية، مشددًا على أن أي اتفاق لا يتضمن هزيمة حماس بالكامل هو بمثابة تهديد للأمن الإسرائيلي.

في أعقاب تصويته ضد الاتفاقية الخاصة بالرهائن، دخل سموتريش في مفاوضات مكثفة مع رئيس الحكومة بنيامين نتنياهو، وكان هدفه الأساسي هو ضمان أن الاتفاقية التي تمت مع حماس لن تحول دون تحقيق إسرائيل لأهدافها الحربية الكبرى، وهي القضاء على القدرات العسكرية والإدارية لحماس في غزة، والتأكد من أن قطاع غزة لن يشكل تهديدًا مستقبليًا.

ووفق ما نشرت صحيفة “جيروزاليم بوست” الإسرائيلية، الجمعة 31 يناير 2025، هذا الضغط الذي مارسه سموتريش أدى إلى قرارات هامة في مجلس الأمن الإسرائيلي الذي انعقد في نفس اليوم، ومن أبرز هذه القرارات، الالتزام التام بتحقيق كافة أهداف الحرب، بما في ذلك منع حماس من توزيع المساعدات الإنسانية، إضافة إلى تحسين الأمن في الضفة الغربية عبر تكثيف العمليات الأمنية ضد الإرهاب.

رغم التصويت ضد الاتفاقية، أعلن سموتريش أن هذه الاتفاقية ستكون كارثية” و”خطيرة”، ورغم ذلك، أكد أنه لم يغادر الحكومة في تلك اللحظة لأنه توصل إلى قناعة أن نتنياهو والإدارة الأمريكية الجديدة في عهد ترامب ملتزمان بالقضاء على حماس كسلطة حاكمة في غزة، بل حتى بالقوة إذا لزم الأمر.

وهذا التوجه يتوافق مع خطة سموتريش لضمان ألا يبقى هناك أي نفوذ لحماس في غزة بعد نهاية الحرب، خاصة وأن أي اتفاق قد يؤدي إلى السماح لحماس بالبقاء في السلطة سيشكل خطرًا كبيرًا على إسرائيل.

مع اقتراب المفاوضات للمرحلة الثانية من الاتفاقية، شدد سموتريش على أن حماس لن توافق على إنهاء الحرب إلا إذا تم منحها ضمانات بالبقاء في السلطة في غزة، ورغم تأكيده أن الحرب لن تنتهي إلا بتحقيق الأهداف المعلنة، أبدى سموتريش قلقه من أن تكون المرحلة الثانية من الاتفاقية تتضمن وقف الحرب دون تحقيق النتائج المطلوبة.

وهو ما سيؤدي إلى استئناف المعركة في أقرب وقت بعد نهاية المرحلة الأولى في مارس 2025، هذه التصريحات تشير إلى أن إسرائيل لن تتنازل عن أهدافها الأمنية الكبرى، وأن أي خطوة لا تحقق هذه الأهداف ستكون محفوفة بالمخاطر.

سموتريش كان واضحًا في تصريحاته بشأن قضية إنهاء الحرب. إذا تم التوصل إلى اتفاق في المرحلة الثانية يتضمن إنهاء الحرب دون القضاء على تهديد حماس، فقد هدد بأن ذلك لن يمر دون عواقب.

في هذه الحالة، أكد أنه سيضطر إما إلى مغادرة الحكومة أو حتى إسقاطها، وهو ما يعكس موقفه الثابت في رفض أي تسوية لا تضمن تحقيق الأهداف الإسرائيلية، هذا الموقف الصارم يعكس قناعة سموتريش بأن الحرب يجب أن تنتهي فقط عندما يتم إزالة تهديد حماس بشكل كامل، وأن أي اتفاق غير ذلك سيعني إسقاط الحكومة.

سموتريش تطرق أيضًا إلى علاقة إسرائيل مع الولايات المتحدة في ظل إدارة ترامب، مؤكدًا أن هناك توافقًا بين الدولتين في العديد من القضايا المتعلقة بالشرق الأوسط. وأضاف أن المشروع الأمريكي هو القضاء على تهديد إيران وحلفائها، وهو ما سيسهم في تعزيز الأمن الإسرائيلي.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *